الأحد، 4 مارس 2012

بدايه اكتشافات البترول في الجزيره العربيه





بدايه اكتشافات البترول في الجزيره العربيه


سوف أتكلم في هذا المقال عن عمليه استكشاف البترول في الجزيرة العربية وكيفيه تجمع الأحواض الرسوبية منذ ملايين السنين،  ستكون هذه المقاله عباره عن سلسله بدايات الاستكشافات من بدايه ايام الثلاثينات, سوف تكون مدعمه ببعض الصور التاريخيه, وسوف نتكلم عن اهم العلماء الذي كان لهم الدور الاكبر في عمليات الاكتشافات, ونتابع ايضا تأثير الحرب العالميه الثانيه في انتاج البترول, منتهيا بالحديث عن اهم الاكتشافات في المنطقه في ايام الثلاثينات الى الستينات.
ولم يكن اكتشاف ربع احتياطي العالم من الزيت الذي يقبع بصمت في أعماق رمال المملكة العربية السعودية ليتحقق لولا إرادة الله ثم الحدس والعمل الدؤوب ، الذي حول الفشل المحبط إلى واحدة من أكثر قصص المغامرات إثارة.

تاريخ الترسبات في الجزيرة العربية
خلال التاريخ الجيولوجي لشبه الجزيرة العربية كانت أجزاء كثيره من أرضها تغمر بالماء ثم تظهر بعد انحساره تبعا لارتفاع وانخفاض مستوى سطح البجر على مدى العصور. فبذلك نشأت هذه الترسبات القديمة التي ملأت الجزيرة العربية حوض هائل من الطبقات الرسوبية تمتد نحو عشرات الكيلومترات تحت سطح الأرض. وبما انه هناك ترسبات كثيره في مختلف مناطق الأرض إلا أنها ليست غنية بالبترول كاحواض الجزيرة العربية وبالأخص الخليج العربي. ويقدر الباحثون أن منطقه الخليج العربي تمثل ٤٠ % من احتياطي البترول في العالم.
الأحواض الرسوبية
الأحواض الرسوبية هي عبارة عن جيوب من منخفضات مختلفة الحجم امتلأت قبل ملايين السنين عندما ترسبت فيها دقائق الصخور والمعادن وبقايا ملايين لاتحصى من النباتات والحيوانات الدقيقة التي كانت تعيش في قيعان البحار والبحيرات القديمة . وفي الوقت الذي ازداد فيه سمك هذه الطبقات الرسوبية حتى بلغ آلاف الأمتار، فان الحرارة والضغط حولا هذه الترسبات إلي صخور صلبه. وعلى مر الزمن تحولت تلك البقايا العضوية إلى ماده بترولية.

الثلاثينيات
عام 1933, في أوائل الثلاثينيات من القرن الميلادي المنصرم زاد الاهتمام بالنفط الموجود والمحتمل في منطقة الخليج العربي بشكل كبير. وهو اهتمام شجعت عليه الاكتشافات النفطية في بلاد فارس والعراق والبحرين. وبعد التوقيع على اتفاقية الامتياز للتنقيب عن النفط في المملكة العربية السعودية سارعت شركة ستاندرد أويل كومباني أوف كاليفورنيا لاستكشاف هذه المنطقة المترامية الأطراف، ونقلت ما يلزم من رجال ومواد لبدء أعمالها في المملكة.
عام 1934, إنجاز أول مسح جيولوجي لقبة الدمام, أتم كل من "شويلر ب. كروق هنري و "ج. و "سوك هوفر" عملية المسح وقاما بإعداد خارطة هيكلية لقبة الدمام، موقع اكتشاف أول حقل نفطي في المملكة العربية السعودية.


 

صوره: صوره للتنقيب عن البترول


 
صوره: فريق العمل للمسح الجيولوجي 

 
صوره: بعض صوره التنقيب في المنطقه

اعتمد الجيولوجيون الأميركيون الأوائل على البدو لإرشادهم من مكان إلى آخر. وكان أشهر هؤلاء المرشدين خميس بن رمثان المتحدر من قبيلة العجمان، فقد كانت مهارته في اقتفاء معالم الصحراء أمراً لا غنى عنه، وقد استطاع أن يذهل الجيولوجيين بمهاراته تلك 


صوره: الاول من اليمين, صوره لاحد اهم المرشدين للجيولوجين الامريكان, وهو خميس بن رمثان

وفي عام 1934, وصلت الطائرة فيرتشايلد 71، المعدلة خصيصًا للتحليق لمسافات طويلة والتصوير الجوي، إلى مدينة الجبيل وقد ساهمت هذه الطائرة بشكل كبير في اختصار الوقت المستغرق لرسم خارطة لمنطقة الامتياز.


صوره: صوره لاول طائره ساعدت في المسح الجوي

وفي عام 1935 م حفر البئر الأولى: تم في هذا العام حفر أول بئر اختبارية في الظهران في قبة الدمام.  يظهر في الصورة أول بئر نفطية حفرت عام 1937م على بعد حوالي 32كيلومتراً شمال غرب الدمام في موقع يطلق عليه العلاة ، غير أن ذلك لم يكن مجديا تجاريا ولم يشجع على المضي قدما في الحفر حيث تتابع الحفر حتى تم العودة لتعميق البئر رقم 7 التي كانت انطلاق تدفق النفط السعودي إلى أسواق العالم لتصبح المملكة أكبر مصدر للنفط وتمتلك أكبر احتياطيات للنفط الخام.


صوره: صوره لاول بئر تم حفرها

وفي عام 1937 , ماكس ستاينكي يجوب شبه الجزيرة العربية للمرة الأولى

وصل ماكس ستاينكي إلى المملكة في عام 1934م، وأصبح كبيراً للجيولوجيين في الشركة عام 1936م. وفي عام 1937م جاب ستاينكي شبه الجزيرة العربية وتعرف على خصائصها الجيولوجية، كما استطاع هو ورفاقه تحديد السمات التي أدت إلى اكتشاف حقول النفط الرئيسة، بما في ذلك حقول الغوار وبقيق والقطيف .



صوره: صوره للعالم الجيولوجي ماكس ستاينكي

صوره: صوره لفريق الجيولوجيا, ماكس ستاينكي الاول من اليمين

 

وفي عام 1938 , اكتشاف الزيت بكميات تجارية في بئر الدمام رقم 7
معلومات عن أول بئر بترول في السعودية
تم بداية حفر أول بئر بترول في السعودية في يوم ٧ سبتمبر ١٩٣٦ م، على عمق ٤٧٢٧ قدم من سطح البحر، كانت بداية اكتشاف البترول لهذا البئر يوم ٤ مارس ١٩٣٨ م، وبداية الإنتاج بدأت في يوم ٣٢ أغسطس من عام ١٩٣٨ م،
حيث تم إنتاج مايقارب ٣٢٫٤ مليون برميل، وتم التوقف عن إنتاج البترول لهذا البئر يوم ٢٠ ابريل من عام ١٩٨٩ م

قصه حفر أول بئر بترول في السعودية
في يوم ٧ ديسمبر من عام ١٩٣٦ م ، بدأ الفريق الاستكشافي حفر بئر الدمام رقم ٧ ، وكان شعور هذا الفريق الاستكشافي بأن هذه أخر فرصه لهم للوصول إلى البترول، وذلك بعد فشلهم في حفر ستة أبار سابقه، وكانوا متوقعين لتجربة حفر هذا البئر بأنها التجربة الأصعب لأنها سوف تكون الأخيرة، وفي بداية شهر اكتوبر وصل حفر البئر إلى عمق ٣٣٠٠ قدم، مع تقارير تنفي وجود أي بترول حتى هذا العمق، فقرروا أن يستمر الحفر إلى عمق أطول، حتى وصلوا لعمق ٤٥٠٠ قدم في يوم ٣١ ديسمبر من عام ١٩٣٧ م بدأ تدفق الغاز من هذا البئر، ونصح احد العلماء المستكشفين (ماكس ستاينكي) حينها إن يستمروا في الحفر إلى عمق أطول. وفي يوم ٤ مارس من عام ١٩٣٨ م بدأ تدفق البترول وذلك عند وصولهم عمق ٤٧٢٧ قدم، بإنتاج ١٥٨٥ برميل يوميا وخلال ثلاثة ايام فقط بدأ زيادة الإنتاج من هذا البئر إلى ٣٦٩٠ برميل يوميا .




 .
 
صوره: عمال حفر البئر رقم 7 في الدمام


صوره: جهاز الحفر لاول بئر تم حفره في المنطقه


صوره: هذه الصوره تبين رأس البئر رقم 7 بعد الانتهاء من حفره وبدأ الانتاج

 
صوره : الزيارة الملكية التي قام بها الملك عبد العزيز رحمة الله لأحد أجهزة الحفر عام 1358 هجرية الموافق 1939 م


1939, أول ناقلة تحمل بشحنة من الزيت السعودي للتصدير, في شهر مايو من هذا العام توجه جلالة الملك عبد العزيز، يرحمه الله، إلى رأس تنورة لحضور احتفال بمناسبة تصدير أول شحنة من الزيت الخام من المملكة العربية السعودية على متن السفينة د. جي. سكوفيلد، التي سميت على اسم أحد مؤسسي سوكال، والتي كانت حمولتها تساوي 1/20 من حمولة أية ناقلة عملاقة حديثة. 



صوره: أول ناقلة تحمل بشحنة من الزيت السعودي للتصدير

الاربعينيات
عام 1940, تم اكتشاف حقل ابقيق, فيما تواصلت أعمال الحفر في قبة الدمام، قاد كبير الجيولوجيين، ماكس ستاينكي، فرقًا لدراسة إحدى المرتفعات الواضحة في منطقة بقيق. واستخدم ستاينكي ومعه ج. و. "سوك" هوفر وجيري هاريس مخيم الجوف كقاعدة لأعمالهم التي جرت في عام 1936م. وقد تدفقت بئر بقيق رقم 1 بالزيت في أوائل عام 1941م، بمعدلات تشير إلى أنه سيكون أحد حقول الزيت الرئيسة  .



صوره: حفرة ناجمة عن قنبلة أخطأت هدفها أثناء غارة جوية في الحرب العالمية الثانية

عام 1941, بدأت مصفاة رأس تنورة إنتاجها بحوالي 3000 برميل من الزيت يومياً، لكنها أغلقت بعد مرور ستة أشهر فقط من افتتاحها نظرا لنقص الأيدي العاملة والمعدات المساندة لأعمال المصفاة والذي تسببت فيه الحرب العالمية الثانيةً إقفال مصفاة رأس تنورة بسبب الحرب العالمية الثانية.


صوره: معمل راس تنوره البدائي

عام 1942, توقفت أعمال رسم الخرائط الخاصة بالحقل بسبب محدودية القوى العاملة والمعدات أثناء الحرب العالميه الثانيه


صوره: ملجأ للوقاية من القنابل في الظهران خلال الحرب العالمية الثانية

عام 1949, بلغ إنتاج الزيت الخام ما معدله 500 ألف برميل في اليوم بداية هذا العام .


الخمسينيات
عام 1950, اكتمل خط الأنابيب عبر البلاد العربية ("التابلاين") الممتد بطول 212ر1 كيلومتر، ليكون بذلك أطول خط أنابيب في العالم. وقد ربط خط التابلاين شرق المملكة بالبحر الأبيض المتوسط ، واسهم بشكل كبير في اختصار وقت وتكلفة تصدير النفط إلى أوروبا. وقد ظل خط التابلاين يعمل حتى عام 1983م. والتي لاتزال اثاره موجوده حتى الان في شمال المملكه.


صوره: خط الأنابيب عبر البلاد العربية، التابلاين، والذي كان يربط المملكة العربية السعودية بأحد موانئ البحر الأبيض المتوسط.

عام 1951, بعد عامين من التنقيب في مياه الخليج العربي الضحلة، تم اكتشاف حقل السفانية للزيت على مسافة ثلاثة كيلومترات من ساحل الخليج وعلى بعد 225 كيلومترا شمالي الظهران. ويعد هذا الحقل أكبر حقل مغمور للزيت في العالم.


صوره: بعض من عمليات التنقيب في الخليج العربي

صوره: بعض من عمليات التنقيب في الخليج العربي


صوره: حقل السفانية، أكبر حقل زيت بحري في العالم


في عام 1954, من شهر مايو تجاوز إنتاج الزيت مليون برميل في اليوم للمرة الأولى.
وفي عام 1955, نقلت الشاحنات الضخمة من طراز "كينورث" في ذلك الحين إمدادات حيوية لطواقم العمل في قلب الصحراء كل أسبوعين. وقد قادت المسوحات السيزمية والمغناطيسية الأرضية والاستطلاعية إلى بدء أعمال الحفر الاستكشافي والهيكلي بحلول نهاية العقد.

صوره: المرشد البدوي خميس بن رمثان (إلى اليمين) برفقة أحد فرق المسح الميدانية

عام 1957, الكشف الحقيقي عن حجم حقل الغوار, بعد التأكد من حجمه الكامل دخل حقل الغوار كتب الأرقام القياسية كأكبر حقل معروف للزيت على مستوى العالم وذلك باحتياطيات إجمالية بلغت 80 بليون برميل في ذلك الوقت.
عام 1958, على مدار عام 1958م تجاوزت معدلات إنتاج الشركة من الزيت مليون برميل في اليوم للمرة الأولى. عام 1960, تأسيس منظمه الاوبك, شارك مسؤولون من إيران والعراق والكويت والمملكة العربية السعودية وفنزويلا في تأسيس منظمة الدول المصدرة للنفط.

كاتب المقال: المهندس سلطان سماط بمساعده ارشيف صور ارامكو والموقع الالكتروني لموقع ارامكو السعوديه, ومقاله حفر ابار البترول للمهندس سلطان سماط من مجله المهندس التابعه للهيئه السعوديه للمهندسين 

للمتابعه على التويتر   Sultan_Sumat